الصدق في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله مثالاً قدوة في صفة الصدق؛ فقَبْل صـلى الله عليــه وسلــم بعثته لُقِّب من قِبَل قريش بالصادق الأمين؛ فقد كان الناس يـأمينون
رسول الله صـلى الله عليــه وسلــم حوائجهم، ويأتمنونه على أشيائهم وأسرارهم، وحينما بُعِث رسول الله وأظهر له بنو
جلدته وعشيرته العداوة والبغض والكره والحرب؛ ظلَّ رسول الله صـلى الله عليــه وسلــم على حُسْنِ خُلُقه، وظهر ذلك
في ردِّ الأمانات إلى قوم جعلوا أنفسهم أعدى أعدائه.
وعندما أمره الله بإنذار عشيرته الأقربين صعِد على جبل الصفا، وقال: "أَرَأَيْتكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟" قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا....
كما شهد بصدقه أكثر الناس عداء له وهو النضر بن الحارث الذي قام خطيبًا في سادة قريش قائلاً لهم: "يا معشر قريشٍ، إنه والله قد نَزَلَ بكم أمرٌ ما أَتَيْتُم له بحيلة بَعْدُ، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانةً، حتى إذا رأيتم في صُدْغَيْهِ الشيب وجاءكم بما جاءكم